قصة مصطفى الذي قاتل حتى نفاد ذخيرته كما يرويها أخوه
ملخص الحكاية التي بات يعرفها الجميع ان الجندي مصطفى ناصر هاني الصبيحاوي كان مع قوة داهمتها داعش في الكرمة، وأصيب في في أجزاء عدة من جسده وتعرض ساقه للكسر فلم يقو على الانسحاب مع أفراد القوة التي انسحبت، ولاذ بأحد البيوت هرباً من أعين أعدائه، وبعد يومين قبض عليه الدواعش واقتادوه إلى الفلوجة ليعذبوه ويطوفوا به السوق بين الحشود قبل أن يشنقوه على الجسر.
هذا ما بات يعرفه الجميع، لكن ما لا يعرفه إلا قلة هو ان مصطفى ظل يتصل بأهله طوال اليومين اللذين قاوم بهما داعش، وانه استنفد ذخيرته قبل أن يلقى القبض عليه، وان أخاه (رائد) اتصل بمسؤولين كبار في الدولة وبعضهم وعده بإنقاذ أخيه والبعض الآخر قال له صراحة لا نستطيع الاقتراب من المنطقة.
رائد شقيق الشهيد مصطفى الصبيحاوي تحدث لـ"القرطاس نيوز" عن الجحيم الذي عاناه هو وعائلته طوال يومين عصيبين، قال "وردني اتصال من مصطفى قال فيه انه جريح، وان القوة التي كان بضمنها تفرقت يميناً وشمالاً وقد تركوه كسير الساق لا يقوى على المشي أو النهوض".
يتابع رائد "مصطفى كان في قوة ضمن فوج المغاوير الأول لعمليات بغداد، وقد تم تنسيبه لهذه القوة منذ شهرين لا أكثر، شارك في معارك عدة قبل هذه إذ كان متطوعاً في الحشد الشعبي قبل تعيينه".
يضيف "حين سمعت ما قاله لي شقيقي فزعت فاتصلت بمعارفي على أمل إيصال استنجاده إلى المسؤولين عنه، فحصلت على موعد للقاء وزير الدفاع، ذهبت اليه وشرحت له القصة بالتفصيل فقال لي بالحرف : أصبح لدينا علم بذلك، لا تقلق، خلال ساعتين أنا شخصيا سأتصرف وسيتم إخلاؤه".
ولم يحدث شيء، يقول رائد "بدأ اليأس يدبّ في نفسي بعد وعد الوزير الذي لم يتحقق فاتصلت بقائد عمليات بغداد الذي قال لي صراحة اننا لا نستطيع فعل شيء الآن، المنطقة خطيرة للغاية ولا نستطيع إيصال مدد"، الأمر ذاته حدث خلال لقائي بقائد الفرقة 11 الذي أعاد عليّ نفس الكلام، وازداد يأسي بعد محاولتي الأخيرة مع مدير الاستخبارات في عمليات بغداد الذي لم يزد شيئاً على قول المسؤولين الأخيرين.
خلال هذه الفترة لم يكن المقاتل مصطفى القابع في بيت بالكرمة يملك سوى بندقيته وبعض الطلقات، "هكذا أخبرني، وامتلأت بالخوف مرة حين قال لي ان اثنين من داعش يجوبون البيت وأسمع صوتيهما يتحدثان، وسأقتلهما الآن".
هنا، يقول رائد، لم يبق لي إلا الاتصال بالحشد الشعبي لإنقاذ أخي، وفعلاً اتصلت بإحدى الفصائل التي أرسلت معي في اليوم التالي قوة لإنقاذ مصطفى وذهبت معهم إلى الكرمة.
رائد نصح أخاه مصطفى بأن يحاول الخروج من البيت ليلاً، يقول " قلت له انزع خوذتك ودرعك واخرج زاحفاً من البيت، تحامل على كسر ساقك وازحف واقتل كل من تصادفه منهم". يضيف "لا أعرف السبب الذي جعله يظل في البيت ربما كانوا خارج البيت بأعداد كبيرة، أو ربما نزفه الدم جعل قواه تخور فبقي في مكانه".
صباح اليوم التالي وصلنا الكرمة مع قوة الحشد الشعبي، وما ان كدنا نصل المنطقة حتى بلغنا النبأ الفاجع "ان داعش قبضت على أسير عراقي قاتلهم وهو جريح حتى نفاد ذخيرته فعرفت انه مصطفى أخي".
وباقي القصة معروف، قبضوا على مصطفى، عذبوه ، وضعوه في سيارة حمل وطافوا به في الفلوجة وسط صيحات مؤيديهم وهتافاتهم ثم شنقوه على الجسر.
صورة الشهيد معلقاً على الجسر لا تختصر عذاب أهله كما لا تختصر صموده الذي أصبح في اليومين الماضيين حديث كثير من شرفاء العراقيين.
#جيران_حمزة
https://www.facebook.com/abohamzahouse/photos/a.258904454267604.1073741829.241574392667277/483917171766330/?type=1&theater
ملخص الحكاية التي بات يعرفها الجميع ان الجندي مصطفى ناصر هاني الصبيحاوي كان مع قوة داهمتها داعش في الكرمة، وأصيب في في أجزاء عدة من جسده وتعرض ساقه للكسر فلم يقو على الانسحاب مع أفراد القوة التي انسحبت، ولاذ بأحد البيوت هرباً من أعين أعدائه، وبعد يومين قبض عليه الدواعش واقتادوه إلى الفلوجة ليعذبوه ويطوفوا به السوق بين الحشود قبل أن يشنقوه على الجسر.
هذا ما بات يعرفه الجميع، لكن ما لا يعرفه إلا قلة هو ان مصطفى ظل يتصل بأهله طوال اليومين اللذين قاوم بهما داعش، وانه استنفد ذخيرته قبل أن يلقى القبض عليه، وان أخاه (رائد) اتصل بمسؤولين كبار في الدولة وبعضهم وعده بإنقاذ أخيه والبعض الآخر قال له صراحة لا نستطيع الاقتراب من المنطقة.
رائد شقيق الشهيد مصطفى الصبيحاوي تحدث لـ"القرطاس نيوز" عن الجحيم الذي عاناه هو وعائلته طوال يومين عصيبين، قال "وردني اتصال من مصطفى قال فيه انه جريح، وان القوة التي كان بضمنها تفرقت يميناً وشمالاً وقد تركوه كسير الساق لا يقوى على المشي أو النهوض".
يتابع رائد "مصطفى كان في قوة ضمن فوج المغاوير الأول لعمليات بغداد، وقد تم تنسيبه لهذه القوة منذ شهرين لا أكثر، شارك في معارك عدة قبل هذه إذ كان متطوعاً في الحشد الشعبي قبل تعيينه".
يضيف "حين سمعت ما قاله لي شقيقي فزعت فاتصلت بمعارفي على أمل إيصال استنجاده إلى المسؤولين عنه، فحصلت على موعد للقاء وزير الدفاع، ذهبت اليه وشرحت له القصة بالتفصيل فقال لي بالحرف : أصبح لدينا علم بذلك، لا تقلق، خلال ساعتين أنا شخصيا سأتصرف وسيتم إخلاؤه".
ولم يحدث شيء، يقول رائد "بدأ اليأس يدبّ في نفسي بعد وعد الوزير الذي لم يتحقق فاتصلت بقائد عمليات بغداد الذي قال لي صراحة اننا لا نستطيع فعل شيء الآن، المنطقة خطيرة للغاية ولا نستطيع إيصال مدد"، الأمر ذاته حدث خلال لقائي بقائد الفرقة 11 الذي أعاد عليّ نفس الكلام، وازداد يأسي بعد محاولتي الأخيرة مع مدير الاستخبارات في عمليات بغداد الذي لم يزد شيئاً على قول المسؤولين الأخيرين.
خلال هذه الفترة لم يكن المقاتل مصطفى القابع في بيت بالكرمة يملك سوى بندقيته وبعض الطلقات، "هكذا أخبرني، وامتلأت بالخوف مرة حين قال لي ان اثنين من داعش يجوبون البيت وأسمع صوتيهما يتحدثان، وسأقتلهما الآن".
هنا، يقول رائد، لم يبق لي إلا الاتصال بالحشد الشعبي لإنقاذ أخي، وفعلاً اتصلت بإحدى الفصائل التي أرسلت معي في اليوم التالي قوة لإنقاذ مصطفى وذهبت معهم إلى الكرمة.
رائد نصح أخاه مصطفى بأن يحاول الخروج من البيت ليلاً، يقول " قلت له انزع خوذتك ودرعك واخرج زاحفاً من البيت، تحامل على كسر ساقك وازحف واقتل كل من تصادفه منهم". يضيف "لا أعرف السبب الذي جعله يظل في البيت ربما كانوا خارج البيت بأعداد كبيرة، أو ربما نزفه الدم جعل قواه تخور فبقي في مكانه".
صباح اليوم التالي وصلنا الكرمة مع قوة الحشد الشعبي، وما ان كدنا نصل المنطقة حتى بلغنا النبأ الفاجع "ان داعش قبضت على أسير عراقي قاتلهم وهو جريح حتى نفاد ذخيرته فعرفت انه مصطفى أخي".
وباقي القصة معروف، قبضوا على مصطفى، عذبوه ، وضعوه في سيارة حمل وطافوا به في الفلوجة وسط صيحات مؤيديهم وهتافاتهم ثم شنقوه على الجسر.
صورة الشهيد معلقاً على الجسر لا تختصر عذاب أهله كما لا تختصر صموده الذي أصبح في اليومين الماضيين حديث كثير من شرفاء العراقيين.
#جيران_حمزة
https://www.facebook.com/abohamzahouse/photos/a.258904454267604.1073741829.241574392667277/483917171766330/?type=1&theater
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق