السبت، 21 يونيو 2014

المباني المائلة في سانتوس، البرازيل




على طول الخط الساحلي لمدينة سانتوس، وعلى بعد 80 كم من ساو باولو، في البرازيل، يستعرض مشهدا غريبا كأحجار دومينو على وشك السقوط، حيث تصطف على الواجهة البحرية سلسلة من الشقق الشاهقة التي تميل على جانب واحد بشكل غريب .

هذه السلسلة من الشقق الشاهقة لم تصمم لتكون كذلك , ولكن المشكلة تكمن في تربة سانتوس . فعلى عمق سبعة أمتار من الرمال توجد طبقة بعمق من 30-40 متر من الطين الزلقة التي لم تتحمل وزن الهياكل الضخمة . حتى عام 1968، كان قانون البناء المحلي لا يفرض أي قيود من أي نوع على نوع الأساس المستخدم لتشييد المباني متعددة الطوابق. من الناحية المثالية، ينبغي أن تصل أساسات المباني الى عمق حوالي 50 مترا تحت الارض. لكن هذه المباني في الواجهة البحرية سانتوس لا يتعدى عمق أساسها سوى 4 أو 5 أمتار (13 إلى 16 قدما) . وبعد أن ظهر ميل هذه المباني بوضوح ، تم إدراك أن وضع البنايات الشاهقة على قاعدة ضحلة لا يمكن أن يستمر، وتم إضافة شرط لقانون البناء لاستخدام الأساس العميق للبنايات الشاهقة. وبما أن العديد من المباني متقاربة مع بعضها البعض، قد يؤدي انهيار مبنى واحد إلى سقوط المباني المجاورة مثل الدومينو , ولكن المتخصصون ينكرون امكانية حدوث هذه الكارثة لأنه لو حدث ذلك سيتم سقوط المبنى عموديا . والمثير للدهشة، أن هذه المباني مأهولة بالسكان الذين يتعاملون مع المشاكل اليومية مثل الأثاث المائل، وتدحرج الكرات وعدم القدرة على ملء كوب القهوة إلى حافته. وعلى كل حال ، هناك ما يقارب المائة من المباني التي تميل في زوايا مخيفة. وتميل المباني ما بين 0.5 متر (1 قدم 7 بوصة) و 1.8 متر (5 أقدام و 11 بوصات). وقد ظهرت منذ بضع سنوات دراسات لتصويب بعض المباني لكن التكلفة العالية منعت تنفيذ المشروع . حيث وجد أن تكلفة تصويب المبنى الواحد يكلف المدينة 1.5 مليون دولار.

على الرغم من أن سكان المباني المائلة قد تأقلموا على التعامل مع الوضع، فإن المشكلة الرئيسية التي يواجهونها هي انخفاض قيمة الممتلكات. حيث أصبحت أسعار الشقق منخفضة بعد أن أصبح ميل المباني مرئي للعين المجردة منذ سنوات عديدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق