الأحد، 17 أبريل 2016

قصة.=-=


هارون معنفاً : يا بهلول يا مجنون متى تعقل ؟
فركض بهلول وصعد إلى أعلى شجره ثم 
نادى على هارون بأعلى صوته : 
"يا هارون يا مجنون متى تعقل ؟ " 
فأتى هارون تحت الشجره وهو على صهوة
حصانه وقال له : أنا المجنون أم أنت الذي 
يجلس على المقابر !
فقال له بهلول : بل أنا عاقل !
قال هارون : وكيف ذلك ؟
قال بهلول : لأنى عرفت أن هذا زائل 
و أشار إلى قصر هارون و أن هذا باق وأشار 
إلى القبر ، فعمرت هذا قبل هذا ، و أما أنت 
فإنك قد عمرت هذا [ يقصد قصرھ ] وخربت 
هذا [ يعني القبر ] فتكره أن تنتقل من 
العمران إلى الخراب مع أنك تعلم أنه مصيرك 
لا محال ، وأردف قائلاً :فقل لي أينا المجنون ؟ 
فرجف قلب هارون الرشيد من كلمات بهلول
و بكى حتى بلل لحيته و هو يقول : 
" والله إنك لصادق .." !
ثم قال هارون : زدني يا بهلول 
فقال بھلول : يكفيك كتاب الله فالزمه 
قال هارون : " ألك حاجة فأقضيھا ؟ " 
قال : بهلول : نعم ثلاث حاجات إن قضيتها 
شكرتك !
قال : فاطلب ،
قال : أن تزيد فى عمري
قال : لا اقدر 
قال : أن تحميني من ملك الموت 
قال : لا أقدر 
قال : أن تدخلني الجنه وتبعدني عن النار 
قال : لا أقدر
قال : فاعلم أنت مملوك ولست ملك 
ولاحاجة لي عندك !!
مقتبسة من كتاب: عُقلاء المجانين
 .
صورة ‏بيت أبو حمزة‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق